محاذير الأناشيد الحديثة وشروط الجائز منها
سؤال:
هل يجوز الأناشيد المصورة \" فيديو كليب \" ؟ أليست تشبة أغاني الكفار ؟ فهل يجوز الفيديو كليب وظهور نساء سافرات يظهرهن الوجه والكفين واستخدام المؤثرات الصوتية وظهور رجال حالقين للحية فهل يجوز ظهورهم ؟ وجزاكم الله خيراً أريد الرد باستفاضة .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
تغيُّر النشيد عما كان عليه أولاً :
نأسف أن وصلت الحال بالنشيد والمنشدين إلى هذه الحال ، فبعد أن كانت الأناشيد ذات معان إيمانية أو جهادية أو علمية صارت الآن – في كثير منها – مشابهة لأغاني الفسَّاق من حيث ترقيق الصوت ، ووضع صورة المنشد على غلاف الشريط ، وعمل الفيديو كليب معها والذي يحوي مخالفات مثل وجود النساء أو الفسَّاق ، ومن حيث استعمال المعازف والآلات الموسيقية ، وأحسنهم حالاً من يستعمل المؤثرات التي تشبه في صوتها وأثرها الآلات الموسيقية ، ولم يعُد للمعاني أي اعتبار ، بل يُبحث عن اللحن والمؤثرات ، وإلا فقل لي كيف يُخرج منشدٌ نشيداً باللغة الإنجليزية يطرب على لحنه المستمعون ولا يفهمون منه حرفاً ؟! .
وقد طغت الأناشيد على غيرها من المواد المسموعة العلمية والنافعة ، وكثرت الفرق الإنشادية في العالم الإسلامي ، ولم تتردد تلك الفرق في نشر صور فريقها في الجرائد والمجلات بلباس موحد ، ووجوه يعلن كثير منها مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بحلقهم لحاهم .
وقد لهث خلف هذه الأناشيد بعض أهل القرآن ممن وهبهم الله صوتاً رائعاً ، وقراءة خاشعة ، تحزن القلب ، وتدمع العين ، فلهث بعض هؤلاء إلى النشيد وأخرجوا إصدارات مشينة لا تليق بمقامهم ، فيخرج أحدهم في إصدار مع فسَّاق حليقين ، بل وتظهر صورة امرأة في نشيدة مع فيديو كليب ، ويركَّز في هذه النشيدة المصورة على المنشد وهو في أحسن صورة وأجمل طلعة ، وتقرب الكاميرا من وجهه ، وينظر نظرات المغنين التي تمتلئ إثارة وتهييجاً .
ولسنا نبالغ ، ولا نتكلم في غير الواقع ، وهؤلاء المنشدون الذين نشروا صورهم وأرقام جوالاتهم يعلمون فتنة النساء بهم ، ويعلمون ما أحدثته حركاتهم ونظراتهم وصورهم بتلك الفئة الضعيفة من البشر ، وللأسف لم نر منهم إلا ازدياداً في الإنتاج لتلك الأناشيد المصورة .
ولذلك فإن بعض المشايخ الأجلاء الذين أباحوا النشيد في أول الأمر ، ساءهم ما وصل إليه حال النشيد والمنشدين – وهذا قبل علمهم بالفيديو كليب – فتوقفوا عن القول بالجواز أو وضعوا شروطاً للقول بالإباحة ، ومن هؤلاء المشايخ الأجلاء : الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
1. قال رحمه الله :
\" أرى الأناشيد الإسلامية تغيرت عن مجراها سابقاً ، كانت بأصواتٍ غير فاتنة ، لكنها صارت الآن بأصواتٍ فاتنة ، وأيضاً فخمت على أنغام الأناشيد الخبيثة الفاسدة ، وقالوا : إنها تصحبها الدف ، وهذا كله يقتضي أن الإنسان ينبغي أن يبتعد عنها ، لكن لو جاءنا إنسان ينشد أناشيد لها هدف ، وليس فيها شيءٌ من سفاسف الأمور ، وبصوته وحده بدون آلات لهو : هذا لا بأس به ، وقد كان حسان بن ثابت ينشد الشعر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم \".
\" دروس وفتاوى الحرم المدني \" عام 1416 هـ السؤال رقم 18 .
2. وقال رحمه الله أيضاً - :
\" الأناشيد الإسلامية كثُرَ الكلام حولها ، وأنا لم أستمع إليها منذ مدة طويلةٍ ، وهي أول ما ظهرت كانت لا بأس بها ، ليس فيها دفوف ، وتُؤدَّى تأديةً ليس فيها فتنة ، وليست على نغمات الأغاني المحرمة ، لكن تطورت ، وصارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفّاً ، ويمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ ، كما تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة ، ثم تطورت أيضاً حتى أصبحت تؤدَّى على صفة الأغاني المحرمة ، لذلك : أصبح في النفس منها شيء وقلق ، ولا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال ، ولا بأنها ممنوعة على كل حال ، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها : فهي جائزة ، أما إذا كانت مصحوبة بدُفٍّ ، أو كانت مختاراً لها ذوو الأصوات الجميلة التي تَفتِن ، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة : فإنّه لا يجوز الاستماع إليها \".
\" الصحوة الإسلامية \" ( ص 185 ) .